السياحة في تركيّا
تكثُرُ المناطقُ السياحيّة في العالَم، حيث تصطبغُ كلُّ منطقةٍ بطابعٍ يُميِّزها، وبأماكنَ تجذبُ إليها الناس من كُلّ مكان، وفي قارّة آسيا تقع دولة تركيا التي تأسَّست عام 1923م، وأصبحت مكاناً سياحيّاً جميلاً يأتي إليه الناس؛ للاستمتاع بمختلفِ مناطقه التي تتمتّع بالتنوُّع في المَعالِم السياحيّة، سواءً كانت طبيعيّة، أو تاريخيّة، وبالنظر إلى المناطق الطبيعيّة فيها، فإنّها تُعتبَر دولة جبليّة، وساحليّة، يحدُّها من جهة الشمال البحر الأسود، ومن جهة الشمال الشرقيّ تتشارك حدودها مع جورجيا، وأرمينيا، أمّا من الجانب الشرقيّ فتحدُّها أذربيجان، وإيران، ومن الجنوب الشرقيّ تحدُّها العراق، وسوريا، كما أنّها تُطِلُّ من جهة الجنوب الغربيّ، والغرب على البحر الأبيض المُتوسِّط، وبحر إيجة، ومن الشمال الغربيّ تحدُّها اليونان، وبُلغاريا.
وفي ما يتعلَّق بمناخها، فهو مناخٌ مُتنوّعٌ؛ حيث تُعَدّ سواحل البحر الأسود مثلاً ماطرةً، ومُعتدِلة في درجاتها شتاءً، وحارّة صيفاً، فيما تتمتّع سواحل بحر إيجة بمناخ مُتوسّطي، أمّا المناطق الداخليّة الأناضوليّة فإنّ المناخ يتَّصف فيها بأنّه نصف قارّي، مع درجات حرارة عالية. ومن الجدير بالذكر أنّ النباتات الطبيعيّة في تركيا تنقسمُ إلى نوعَين رئيسيَّين، هما: الأراضي العُشبيّة السهبيّة الموجودة وسط الأناضول، وفي الوديان، والأحواض الموجودة شرقيّ الأناضول، والنوع الثاني هوَ الغابات التي تُغطِّي ما تبقَّى من البلاد.
تتميَّز تركيا بتنوُّع المناظر الطبيعيّة، والأجواء المناخيّة فيها، وبوجود ظواهر جيولوجيّة فريدة فيها، وشواطئ نظيفة، ومُنتَجعات حراريّة؛ فمن هضبة الأناضول، إلى البُحَيرات الشاسعة لساحل البحر الأسود، وصولاً إلى البراكين الشاهقة في المنطقة الوُسطى، تُوجَدُ مناطق تُتيح للسائح مُمارسة سياحة المغامرات، والسياحة البيئيّة. أمّا السياحة الثقافيّة، فهي تنتشرُ بكثرة في تركيا؛ لامتلاكها العديد من المواقع الأثريّة، والتاريخيّة؛ إذ إنّ في تركيا ما لا يقلُّ عن 7 مواقع مُصنَّفة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالَميّ، منها العديد من المواقع التاريخيّة في مدينة إسطنبول، بالإضافة إلى موقع طروادة الأثريّ. ومن الجدير بالذكر أنّ السياحة الداخليّة تنتعش في تركيا؛ إذ يُنفق المواطن التركيّ ما قيمته 8.2% من الدخل الشخصيّ على السفر، والسياحة، والتي تكون معظمها سياحة داخليّة، كما ينشطُ موسم السياحة للسيّاح في فصول الصيف؛ إذ بلغَ عدد السيّاح 10.4 مليون زائر عام 2000، علماً بأنّ هذا العدد أخذَ يتزايد حتى وصلَ إلى 36.2 مليون زائر عام 2015م، ثمّ انخفض إلى 32.4 مليون زائر عام 2017م.
مناطق سياحيّة في تركيّا
إسطنبول
تقع مدينة إسطنبول بين البلقان، والأناضول، والبحر الأسود، والبحر الأبيض المُتوسِّط، وهي تمتلك موقعاً استراتيجيّاً على شبه جزيرة البوسفور، وتعكس مبانيها المعماريّة اجتماع أوروبا، وآسيا، على مدى قرون عديدة، وفيما يلي أهمّ المَعالِم السياحيّة في مدينة إسطنبول:
مسجد سليمان القانونيّ: صُمِّم المسجد على يد المعماريّ الشهير معمار سنان، إذ تمّ بناؤه عام 1557م على إحدى تلال السليمانيّة السَّبع، وهو مسجدٌ يتميَّز بضخامته، وبساطته، كما أنّه مُطِلّ على القرن الذهبيّ، ومضيق البوسفور، وتدلُّ عليه مآذنه الأربع، وقُبّته الكبيرة، ويضمّ المسجد محراباً مُغطّىً ببلاط إزنيق، كما أنّ الجُدران الداخليّة للمسجد مُزيَّنة بالزخارف الجميلة.
بازار كاديكوي: وهو أحد الأسواق المَحلّية المُميَّزة في إسطنبول، حيث تُعرَض فيه الأسماك، والفواكه، والخضروات الموسميّة، والمُكسَّرات المُحمَّصة الطازجة، والمُخلَّلات، والعسل، وغيرها من الأصناف التي تجذبُ السيّاح؛ للمُشاركة في التسوُّق، وتجربة المُنتَجات الطازجة.
آيا صوفيا: بُنيَت آيا صوفيا ككنيسة عام 537م على يد الإمبراطور البيزنطيّ جستينيان الأوّل، وفي عام 1453م، تحوَّلت الكنيسة إلى مسجد على يد محمد الفاتح؛ وهو مبنىً تاريخيّ يتميَّز ببنائه المعماريّ الرائع، وزَخَم العناصر الجماليّة فيه، حيث يحتوي المبنى في الطابق الأرضيّ على ساحة رئيسيّة تعلوها قُبّة ذهبيّة ضخمة، كما يُوجَد في الطابق الرئيسيّ المنبر، والمحراب اللذان تمَّت إضافتهما لاحقاً، أمّا الطوابق العُلويّة فتضمُّ صالات عَرْض مُميَّزة.
أنطاليا
تقع مدينة أنطاليا على ساحل البحر الأبيض المُتوسِّط، وتحديداً على خليج أنطاليا، وهيَ أكبر مدينة تركيّة ساحليّة، أمّا قلب المدينة فيُعَدّ مكاناً تاريخيّاً عريقاً بالمباني العُثمانيّة المُرمَّمة، والحارات المُتعرِّجة، ومن المَعالِم السياحيّة في أنطاليا:
كاليسي (بالتركيّة: Kaleiçi): وهو حيّ تاريخيّ يتميّز بحاراته الضيّقة، ومبانيه التي تغلبُ عليها صبغة الفنّ المعماريّ العُثمانيّ، والتي تمّت إعادة ترميمها، وينتصبُ في هذا الحيّ العتيق تمثال لمُؤسسِه، وبرجُ ساعة، وجامع صقللي محمد باشا، كما يُوجَد في أطرافِ الحيّ بازار مُغطّىً يعود تاريخه إلى القرن 15م، أمّا في العصر الحديث، فقد أُضِيفَ للحيّ ميناء جديد يُستخدَم الآن كمَرسى لليخوت، وقوارب النُّزهة.
متحف أنطاليا: يبعدُ هذا المتحف مسافة 2كم غرب حيّ كاليسي، وهو متحفٌ يحتوي على آثارٍ تعود إلى العصور الحجريّة، والبرونزيّة، والبيزنطيّة، ويعرضُ الطابق العُلويّ للمتحف تشكيلةً من القِطَعِ النقديّةِ الأثريّةِ.
مرماريس
تستقبلُ مدينة مرماريس ما يُقارب ربع مليون سائح خلال فصل الصيف؛ فهي مدينة ساحليّة مليئة بالمُنتجَعات الشعبيّة التي تُوفِّر لرائديها المُتعة، والاسترخاء، وفيما يلي بعض المَعالِم المُميَّزة فيها:
البلدة القديمة: يمكن للسائح التجوُّل في الشوارع الجبليّة للبلدة القديمة، وبينَ المباني التقليديّة، بعيداً عن صَخَب الشاطئ، كما يُوجَد في قلب المدينة مسجد إسكي إبراهيم آغا كامي الذي بُنِيَ بقُبّته المُميَّزة عام 1789م.
حديقة الجنان: وهيَ حديقة مُصمَّمة على الطراز الصينيّ، وتحتوي على بِرَك لمياه هادئة، ومطعم.
قلعة ومتحف مرماريس: بُنِيت القلعة سنة 1522م على قِمّة تلّة، وهيَ الآن مكان أثريّ يضمُّ شواهد قبور، وتماثيل، وجُدران أثريّة تُحيط بالقلعة.
طرابزون
تقع مدينة طرابزون شمال شرق تركيا، على الشاطئ الجنوبيّ الشرقيّ للبحر الأسود، وهي مُحاطَة بسلسلة جبال بونتياك المُرتفعة، كما تتزيَّن المدينة بمساحات من الغابات الخضراء، ومن أبرز معالمها:
قصر أتاتورك: ويعود تاريخ بنائه إلى القرن 19م، إذ بُنِيَ القصر لعائلة مصرفيّة يونانيّة ثريّة، ثمّ انتقلَ القصر لأتاتورك عام 1924م، وهو يتميّز بإطلالات رائعة، وحدائق جميلة، كما يمكن لزائره رؤية صور، وتذكارات لأتاتورك، وخريطة رُسِمت في الحرب العالَميّة الأُولى.
متحف طرابزون: بُنِيَ المتحف عام 1917م لمصرفيّ يونانيّ، علماً بأنّ الطراز العُثمانيّ اتُّخِذَ كنَمَط معماريّ في تصميم القصر، وهو الآن متحف تُعرَض فيه القِطَع الأثريّة العُثمانيّة المُتنوِّعة من العُملات، والمجوهرات التي يعود تاريخها إلى العصر الرومانيّ، والبيزنطيّ، بالإضافة إلى تمثال برونزيّ عُثِرَ عليه عام 1997م.