بنيت في العصر البيزنطي لتكون واحدة من أشهر كنائس عصرها، تحولت بعد دخول السلطان محمد الفاتح القسطنطينية إلى أول جامع يصلي فيه السلطان في القسطنطينية، و في عصر الجمهورية التركية تحولت على يد مصطفى كمال أتاتورك إلى متحف، وما لبثت أن عادت لتكون مسجداً من جديد في مطلع عام 2020 على يد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان.
الموقع على الخريطة:
آياصوفيا، آية من الجمال وكثير من الحكايات والسحر التاريخي، مكان مليء بالفن والمناظر الطبيعية.
برودة المكان والرطوبة العالية عند دخولك إلى المبنى ستشعرك برهبة و قدسية المكان، ستجد نفسك حائرا تتساءل أتسير في كنيسة أم مسجد أم متحف؟ حيث يمكنك مشاهدة صورة السيدة مريم تحتضن السيد المسيح وفي مقابلها آيات قرآنية تزين الارجاء في تداخل ثقافي و فني مبهر.
لمحة تاريخية:
بدأت القصة عندما أمر الإمبراطور جستنيان ببنائها عام 532 ميلادي واستغرق بناؤها خمس سنوات و أطلق عليها اسم آياصوفيا.
بقيت ككنيسة لمدة 921 عاماً إلى أن سيطر العثمانيون على أهم معاقل الامبراطورية البيزنطية و عاصمتها في ذلك الحين (القسطنطينية) عام 1453 م، تحولت آيا صوفيا بعدها إلى جامع آيا صوفيا الكبير بأمر من السلطان محمد الفاتح الذي أمر برفع الآذان في الكنيسة إيذاناً بجعلها مسجداً جامعاً، وأضاف منبرا ومئذنة مصنوعة من الخشب.
وانتقل مقر بطريركية القسطنطينية المسكونية إلى كنيسة الرسل المقدسة، والتي أصبحت كاتدرائية المدينة.
بقيت آيا صوفيا مسجداً لمدة 482 عاماً تلت، ثم تحولت بعدها إلى متحف بعد انهيار الدولة العثمانية و استلام مصطفى كمال أتاتورك الحكم في البلاد، مؤسس الجمهورية التركية و التي أسسها على أسس علمانية وحول مسجد آيا صوفيا في عام 1935 م إلى متحف يضم العديد من التحف الإسلامية والمسيحية.
وفي أوائل يوليو 2020 أصدر رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان قراراً بإعادة آيا صوفيا مسجداً من جديد.
موقع آيا صوفيا:
يقع جامع آيا صوفيا في القسم الأوروبي من مدينة اسطنبول، وتحديداً في منطقة السلطان أحمد ويقع بالقرب منها الجامع الأزرق جامع السلطان أحمد، على مقربة من سوق بياريد المعروف باسم (غراند بازار) و حديقة غولهانة الشهيرة و منطقة امينونو السياحية.
الاسم:
سميت آيا صوفيا نسبة إلى قديسة قبطية من مصر، (باليونانيَّة القديمة: Ἁγία Σοφία؛ باللاتينيَّة: Sancta Sophia أو Sancta Sapientia و تعني كنيسة الحكمة الإلهية).
كانت هذه المرأة تعبد الأوثان ثم تأثرت بالمسيحية ودخلت بالدين المسيحي وتعمقت في العبادة، أثرت بالعديد ممن حولها حتى وصل صيتها للحاكم الروماني الوثني أقلوديوس الذي الذي أمر بقتلها وبذلك أصبحت آيا صوفيا شهيدة الإيمان المسيحي و في عهد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأكبر تم نقل جثمانها إلى القسطنطينية حيث تم دفنها هناك وبني حولها كنيسة ضخمة لكن هذا المبنى انهدم بسبب زلزال ضرب المنطقة فأعاد الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني بناءها و افتتحها للعبادة عام 415 م تهدمت مرة أخرى بسبب إحدى الثورات فأعاد الإمبراطور جستنيان الأول بناءها للمرة الثالثة وفي هذه المرة بنيت آيا صوفيا على الشكل الذي نعرفه اليوم.
مراحل تعديل البناء عبر التاريخ:
الهندسة المعمارية:
يعد مبنى آيا صوفيا واحد من أعظم الأمثلة على العمارة البيزنطية، و نقطة تحول في شكل و هندسة العمارة البيزنطية، حيث لم يشأ مؤسسها (جستنيان) أن يبني كنيسة على الطراز المألوف في زمانه بل كان دائم الميل إلى ابتكار كل ما هو جديد.
للمبنى تسع أبواب، زينت الجدران بالفسيفساء و الزخرفة، البناء من الداخل واسع البهو مغطى بقبة مركزية يبلغ ارتفاعها 55.6 متر عن مستوى الأرض مسندة على أربع أعمدة، أضيفت لها المآذن في عهد محمد الفاتح حيث تم إضافة مئذنة خشبية فوق إحدى القباب النصفية بعد فترة وجيزة من دخول القسطنطينية كما وبنيت إحدى المآذن من الطوب الأحمر والحجر الرملي وقام بتصميمها المهندس المعماري العثماني الشهير (سنان)، من روائع محتويات البناء الجديرة بالذكر جرّتان ضخمتان مصنوعتان من الرخام تسمى بـ جرَّتا التطهير، و عمود يسمى بعمود الأمنيات تدور حول هذا العمود العديد من القصص وأساطير آيا صوفيا أطلق عليه عدة مسميات منها (عمود الأمنيات، العمود المتعرق، العمود الباكي حيث إنه دائم الرطوبة).
جزء من العمود مغطى بطبقة من النحاس يحتوي ثقباً يتوافد الناس لوضع إصبعهم داخل هذا الثقب اعتقاداً منهم أن هذا الفعل قادر على جلب الحظ و شفاء الأمراض، ويقول بعض المؤرخين أن أصل هذه الأسطورة يعود للقديس غريغوري العجاني عام 1200 م.
من محتويات آيا صوفيا أيضاً (البئر العجيب) و الموجود وسط القاعة الكبرى في آيا صوفيا، هو بئر ماء صغير كان المصلين يشربون منه وكان سكان المنطقة في العهد العثماني يعتقدون بأن ماء هذه البئر قادرة على شفاء الأمراض المستعصية، البئر مغلق حالياً.
كما يوجد مدينة من الأنفاق أسفل آيا صوفيا ظلّت لغزاً محيراً لعلماء الآثار لفترة طويلة إلى أن أجري في عام 2005 م مسح كامل لشبكة الأنفاق الواقعة أسفل البناء والمنطقة المحطية به باستخدام تقنيات حديثة، و تم التوصل إلى أنَّ مدينة الأنفاق هذه تعود إلى 1700 سنة خلت، تحتوي هذه الأنفاق على صهاريج مياه وقبور لرهبان مسيحين وأنفاق سرية كان الأباطرة البيزنطيين يستخدمونها للتنقل في أوقات الحصار والحرب.
شاركونا صوركم وآراءكم أو استفساراتكم عبر بريدنا الإلكتروني:
أو عبر مراسلتنا عبر الواتس أب أو الاتصال بنا على الأرقام التالية: